لو عرفوه لأحبوه 3 2vdh9ns
يسعدنا أن ندعوك للتسجيل معنا في منتديات جوهرة الشاوية
لو عرفوه لأحبوه 3 Icon_exclaim

ماذا تستفيد من التسجيل لو عرفوه لأحبوه 3 Icon_question :-
- مشاهدة
- موضوعات هامة ومتنوعة ومناقشة أي شيء تريد طرحه
- أكبر خدمة ودعم لأصحاب المواقع والمنتديا
مع أجمل تمانياتنا لتصفح ممتع لو عرفوه لأحبوه 3 34tcvbn
ادارة المنتدي لو عرفوه لأحبوه 3 Ou5y0l
لو عرفوه لأحبوه 3 2vdh9ns
يسعدنا أن ندعوك للتسجيل معنا في منتديات جوهرة الشاوية
لو عرفوه لأحبوه 3 Icon_exclaim

ماذا تستفيد من التسجيل لو عرفوه لأحبوه 3 Icon_question :-
- مشاهدة
- موضوعات هامة ومتنوعة ومناقشة أي شيء تريد طرحه
- أكبر خدمة ودعم لأصحاب المواقع والمنتديا
مع أجمل تمانياتنا لتصفح ممتع لو عرفوه لأحبوه 3 34tcvbn
ادارة المنتدي لو عرفوه لأحبوه 3 Ou5y0l
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ}

لو عرفوه لأحبوه 3 Support

 

 لو عرفوه لأحبوه 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
][ Jalal ~
•{ مـراقـب قسم ..~
•{ مـراقـب قسم ..~
][ Jalal ~


لو عرفوه لأحبوه 3 Star-110لو عرفوه لأحبوه 3 Star-110لو عرفوه لأحبوه 3 Star-110لو عرفوه لأحبوه 3 Star-110لو عرفوه لأحبوه 3 Star-110لو عرفوه لأحبوه 3 Star-110لو عرفوه لأحبوه 3 Star-110
لو عرفوه لأحبوه 3 Ma3lom11
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
رقم العضويه : 23
عدد المساهمات : 269
النقاط المتحصل عليها : 60040
علم الدولة : : Maroc
الإقامة : : الـمغرب
ذكر
الأبراج : الأسد
الاسد
المزاج : رايـــــــــــــق لمن يروق لي..
مزاج : لو عرفوه لأحبوه 3 16210
  : لو عرفوه لأحبوه 3 15781610

لو عرفوه لأحبوه 3 Empty
مُساهمةموضوع: لو عرفوه لأحبوه 3   لو عرفوه لأحبوه 3 I_icon_minitimeالإثنين 24 مايو 2010, 21:29


نزول جبريل على
الرسول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


كان رسول الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يبتعد
عن أهل مكة لأنهم يعبدون الأصنام ويذهب إلى غار حراء في جبل قريب. كان
يأخذ معه طعامه وشرابه ويبقى في الغار أيامًا طويلة. يتفكّر فيمن خلق هذا
الكون …

وفي
يوم من أيام شهر رمضان وبينما كان رسول الله يتفكّر في خلق السموات والأرض
أنزل الله تعالى عليه الملك جبريل، وقال للرسول: "اقرأ" فقال الرسول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:
"ما أنا بقارئ"، وكرّرها عليه جبريل ثلاث مرّات، وكان الرسول صلى الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقول في كل مرّة: "ما أنا بقارئ". وفي المرّة الأخيرة قال الملك جبريل عليه
السلام: "اقرأ باسم ربّك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربّك
الأكرم. الذي علّم بالقلم. علّم الإنسان ما لم يعلم".

وكانت
هذه الآيات الكريمة أوّل ما نزل من القرآن الكريم. حفظ سيدنا محمد[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ما
قاله جبريل عليه السلام.

عاد
الرسول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]خائفًا مذعورًا إلى زوجته السيدة خديجة وكان يرتجف فقال
لها:"زمّليني، زمّليني" (أي غطّيني). ولما هدأت نفسه وذهب عنه الخوف أخبر
زوجته بما رأى وسمع فطمأنته وقالت له: "أبشر يا ابن عم، إني لأرجو أن تكون
نبي هذه الأمة".

كان
الرسول قد بلغ الأربعين من عمره عندما أنزل عليه القرآن الكريم.
[/size][/center]









الدعوة سرا



من
المعلوم تاريخياً أن مكة كانت مركزا لدين العرب، وكان بها سدنة الكعبة
والقائمون على الأوثان والأصنام التي كانت مقدسة عند سائر العرب في ذلك
الزمان. وجاءت رسالة الإسلام وحال مكة على ما ذكرنا، ولم يكن من الحكمة، أن
يجهر رسول الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بدعوته بداية، والعرب على ما هم عليه من التقاليد
والعادات التي ورثوها عن آبائهم. وكان الأمر يحتاج إلى صبر ومثابرة وعزيمة
لا تزلزلها المصائب والكوارث.فكان من الحكمة أن تكون الدعوة في بداية أمرها
سرية، لئلاً يفاجأ أهل مكة بما يهيجهم ويثير حميتهم الجاهلية لآلهتهم
وأصنامهم.


وبدأ
رسول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بعرض الإسلام أولاً على أقرب الناس إليه، وألصقهم به، فدعا آل
بيته وأصدقاءه ممن يعرفهم ويعرفونه، يَعْرِفهم بحب الحق والخير، ويعرفونه
بالصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء جَمْعٌ عرفوا في التاريخ الإسلامي
بالسابقين الأولين، وفي مقدمتهم زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين
خديجة رضي الله عنها، ومولاه زيد بن حارثة و ابن عمه على بن أبى طالب ،
والصديق أبو بكر رضي الله عنهم، أسلم هؤلاء في أول يوم من أيام الدعوة وكان
إسلامهم فاتحة خير على الإسلام ودعوته.


ثم
نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام، وكان رجلاً محبوباً، صاحب خلق وإحسان،
فدعا من يثق به سراً، فأسلم بدعوته عثمان بن عفان و الزبير بن العوام ، و
عبد الرحمن بن عوف ، و سعد بن أبي وقاص، و طلحة بن عبيد الله رضي الله
عنهم.


وسارع
كل واحد من هؤلاء إلى دعوة من يطمئن إليه ويثق به، فأسلم على أيديهم جماعة
من الصحابة، وهم من جميع بطون قريش، وهؤلاء هم أوائل السابقين الأولين
الذين جاء ذكرهم في قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (التوبة:1.

وذكر
أهل السير أنهم كانوا أكثر من أربعين نفراً. أسلم هؤلاء سراً وكان الرسول
صلى الله عليه وسلم يجتمع بهم بعيداً عن أنظار المشركين، فيرشدهم ويعلمهم
ما نزل عليه من القرآن الكريم، ويثبت الإيمان في قلوبهم.


وأما
مدة الدعوة السرية فقد ذكر أكثر أهل السير أنها كانت ثلاث سنوات، وكون
الدعوة سرية في هذه المرحلة لا يعني أن خبرها لم يبلغ قريشاً، فقد بلغها
إلا أنها لم تكترث لها، ولم تعرها اهتماماً في بداية الأمر، ظناً منها أن
محمداً أحد أولئك الديانين الذين يتكلمون في الألوهية، وعبادة الله وحده،
مما ورثوه من الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام، كما صنع أمية بن أبي الصلت
و قس بن ساعدة ، و عمرو بن نفيل وأشباههم .

ولما
بدأ عود الدعوة يشتد ويقوى وخاف المشركون من ذيوع خبرها وامتداد أثرها،
أخذوا يرقبون -على مر الأيام- أمرها ومصيرها،فوقفوا في سبيلها بعد ذلك.


وختام
القول :فإن دعوة الإسلام استدعت في بداية أمرها أن تكون دعوة سرية، ريثما
يتمكن أمرها، لتنطلق معلنة رسالتها الخاتمة، تلك الرسالة القائمة على إخراج
الناس من الغي والضلال إلى الهدى والرشاد، لتكون عزاً ونصراً للمؤمنين
ورحمة للعالمين وصدق الله القائل : {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ
فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (يونس:58)
والحمد لله رب العالمين




يتبع
....
[center]
[center][size=25]الجهر بالدعوة
في قريش


كانت
الدعوة الإسلامية في بداية أمرها تنتهج السرية في تبليغ رسالتها، لظروف
استدعت تلك الحال ، واستمر الأمر على ذلك ثلاث سنين، ثم كان لابد لهذه
الدعوة من أن تعلن أمرها وتمضي في طريقها الذي جاءت من أجله، مهما لاقت من
الصعاب والعنت والصد والمواجهة.

فقد أمر
الله تعالى رسوله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]-وقد
بعثه رسولاً للناس أجمعين- أن يصدع بالحق، ولا يخشى في الله لومة لائم
فقال: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}
(الحجر:94) وأخبره أن يبدأ الجهر بدعوة أهله وعشيرته الأقربين، فقال
مخاطباً له {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقربين} (الشعراء:214) فدعا بني هاشم
ومن معهم من بني المطلب، قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزل قوله تعالى
{وأنذر عشيرتك الأقربين} صعد النبي صلى الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]على
الصفا فجعل ينادي: ( يا بني فهر يا بني عديٍّ - لبطون قريش - حتى اجتمعوا
فجعل الذي لم يستطع أن يخرج يرسل رسولاً لينظر ما الخبر ؟ فقال النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:
لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصِّدقي؟ قالوا ما
جربنَّا عليك كذباً، قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال له أبو
لهب: تباً لك إلهذا جمعتنا) متفق عليه.

فكانت
هذه الصيحة العالية بلاغاً مبيناً، وإنذاراً صريحاً بالهدف الذي جاء من
أجله، والغاية التي يحيا ويموت لها، وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم ووضََّح
لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو الرابط الوحيد بينه وبينهم،
وأن عصبية القرابة التي ألِفوها ودافعوا عنها واستماتوا في سبيلها، لاقيمة
لها في ميزان الحق، وأن الحق أحق أن يتبع، فها هو يقف مخاطباً قرابته -كما
ثبت في الحديث المتفق عليه بقوله: ( يا عباس بن عبد المطلب يا عم رسول الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا صفية عمة رسول الله لا أغني
عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت رسول الله سليني ما شئت من مالي، لا أغني
عنك من الله شيئاً) .

ولم يكن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يبالي في سبيل دعوته بشئ، بل يجهر بالحق ويصدع به لا يلوي على
إعراض من أعرض، ولا يلتفت إلى استهزاء من استهزأ، بل كانت وجهته إلى الله
رب العالمين {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}
(الأنعام:162) وكانت وسيلته الجهر بكلمة الحق {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله
على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} (يوسف:108).
وقد لاقى رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]جراء
موقفه هذا شدة وبأساً من المشركين، الذين رأوا في دعوته خطراً يهدد ما هم
عليه، فتكالبوا ضده لصده عن دعوته، وأعلنوا جهاراً الوقوف في مواجهته،
آملين الإجهاز على الحق الذي جاء به {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس
لا يعلمون} (يوسف21).

ومضى
رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في طريقه يدعو إلى الله متلطفاً في عرض رسالة الإسلام،
وكاشفاً النقاب عن مخازي الوثنية، ومسفهاً أحلام المشركين.فوفق الله تعالى
ثلة من قرابته صلى الله عليه وسلم وقومه لقبول الحق والهدى الذي جاء به،
وأعرض أكثرهم عن ذلك، ونصبوا له العداوة والبغضاء، فقريش قد بدأت من أول
يوم في طريق المحاربة لله ولرسوله، متعصبة لما ألِفته من دين الآباء
والأجداد، كما حكى الله تعالى عنهم على سبيل الذم والإنكار فقال: (إِنَّا
وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}
(الزخرف:22).

وخاتمة
القول : إن الجهر بالدعوة كان تنفيذاً لأمر الله تعالى، وقياماً بالواجب،
وقد صدع النبي صلى الله عليه وسلم بالحق كما أراد الله، ولاقى مقابل هذا
الإعلان ما قد علمنا من عداوة المشركين له وللمؤمنين من حوله، والتنكيل
بهم، ولكن كان البيع الرابح مع الله تعالى، والعاقبة كانت للنبي صلى الله
عليه وسلم وللمؤمنين به فملكوا الدنيا ودانت لهم، وهدى الله بهم الناس إلى
الصراط المستقيم، وفي الدار الآخرة لهم الحسنى عند الله تعالى، واللهَ نسأل
أن يعزَّ دينه وينصر أولياءه ويسلك بنا سبيلهم إنه سميع مجيب





بيعة العقبة
الأولى



فلما
كان حج العام المقبل - سنة 12 من النبوة – قدم اثنا عشر رجلاً منهم عشرة من
الخزرج واثنان من الأوس ، فأما العشرة من الخزرج فخمسة منهم هم الذين
جاءوا في العام الماضي غير جابر بن عبد الله بن رئاب وخمسة آخرون هم : معاذ
بن الحارث ( معاذ بن العفراء ) . ذكوان بن عبد القيس . عبادة بن الصامت .
يزيد بن ثعلبة . العباس بن عبادة بن نضلة وأما الاثنان من الأوس فهما : أبو
الهيثم بن التيهان . عويم بن ساعدة . اجتمع هؤلاء برسول الله صلى الله
عليه وسلم بعقبة منى ، فعلمهم الإسلام ، وقال لهم : تعالوا بايعوني على أن
لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ،
ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوني في معروف . فمن
وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئاً ، فعوقب به في الدنيا فهو
كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله ، فأمره إلى الله ، إن شاء
عاقبه ، وإن شاء عفا عنه ، فبايعوه على ذلك .

دعوة
الإسلام في يثرب : فلما رجعوا إلى يثرب بعث معهم مصعب بن عمير رضي الله عنه
ليقرئهم القرآن ويفقههم في الدين ، ونزل مصعب بن عمير على أبي أمامة أسعد
بن زرارة ونشطا في نشر الإسلام ، وبينما هما في بستان إذ قال رئيس الأوس
سعد بن معاذ لابن عمه أسيد بن حضير : ألا تقوم إلى هذين الرجلين الذين أتيا
يسفهان ضعفاءنا فتزجرهما ، فأخذ أسيد حربته ، وأقبل إليهما فلما رآه أسعد
قال لمصعب : هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه . وجاء أسيد فوقف عليهما
وقال : ما جاء بكما إلينا ؟ تسفهان ضعفاءنا ؟ اعتزلانا إن كانت لكما
بأنفسكما حاجة ، فقال مصعب : أوتجلس فتسمع ، فإن رضيت امراً قبلته ، وإن
كرهته كففنا عنك ما تكرهه فقال : أنصفت ، وركز حربته وجلس ، فكلمه مصعب
بالإسلام ، وتلا عليه القرآن ، فاستحسن أسيد دين الإسلام واعتنقه ، وشهد
شهادة الحق . ثم رجع أسيد ، واحتال ليرسل إليهما سعد بن معاذ ، فقال له :
كلمت الرجلين فوالله ما رأيت بهما بأساً ، وقد نهيتهما فقالا نفعل ما أحببت
، ثم قال : وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، لأنه
ابن خالتك ، فيردون أن يخفروك . فغضب سعد ، وقام إليهما متغيظاً ، ففعل معه
مصعب مثل ما فعل مع أسيد ، فهداه الله للإسلام ، فأسلم وشهد شهادة الحق ،
ثم رجع إلى قومه ، فقال : يا بني عبد الأشهل ‍ كيف تعلمون أمري فيكم ؟
قالوا سيدنا وأفضلنا رأياً . قال : فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى
تؤمنوا بالله ورسوله ، فما أمسى فيهم رجل ولا امرأة إلا مسلماً ومسلمة ،
إلا رجل واحد اسمه الأصيرم ، تأخر إسلامه إلى يوم أحد ، ثم أسلم وقتل
شهيداً في سبيل الله قبل أن يسجد لله سجدة .وعاد مصعب بن عمير إلى مكة قبل
حلول موعد الحج يحمل بشائر مثل هذا الفوز .



بيعة
العقبة الثانية



وفي
موسم الحج سنة 13 من النبوة قدم كثير من أهل يثرب من المسلمين والمشركين ،
وقد قرر المسلمون أن لا يتركون رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بمكة
يطوف في أيام التشريق ليلاً في الشعب الذي عند جمرة العقبة .

فلما
جاء الموعد ناموا في رحالهم مع قومهم ، حتى إذا مضى ثلث الليل الأول أخذوا
يتسللون ، فيخرج الرجل والرجلان حتى اجتمعوا عند العقبة ، وهم ثلاثة وسبعون
رجلاً اثنان وستون من الخزرج ، وأحد عشر من الأوس ، ومعهم امرأتان : نسيبة
بنت كعب من بني النجار ، وأسماء بنت عمرو من بني سلمة ، وجاءهم رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومعه
عمه العباس بن عبد المطلب ، كان على دين قومه ، ولكن أحب أن يحضر أمر ابن
أخيه ويتوثق له .

وكان
العباس أول من تكلم ، فقال لهم : إن رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لا
يزال في عز من قومه ومنعة في بلده ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما
دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه ، فأنتم وما تحملتم من ذلك وإلا فمن الآن
فدعوه .

فأجاب
المتكلم عنهم – وهو البراء بن معرور – قال : نريد الوفاء والصدق وبذل
الأرواح دون رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فتكلم
يا رسول الله ‍ ! فخذ لنفسك ولربك ما أحببت .


فتكلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلى القرآن ودعا إلى الله ، ورغب في الإسلام
واشترط لربه :

1 – أن يعبدوه وحده ، ولا
يشركون به شيئاً .

واشترط لنفسه ولربه أيضاً
أنهم قالوا له على ما نبايعك ؟ فقال :

2 – على السمع والطاعة في
النشاط والكسل .

3 – وعلى النفقة في العسر
واليسر .

4 – وعلى الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر .

5 – وعلى أن تقوموا الله ،
لا تأخذكم في الله لومة لائم .

6 – وعلى أن تنصروني إذا
قدمت إليكم ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبنائكم ، ولكم
الجنة .

7 – وفي رواية عن عبادة :
( بايعناه ) على أن لا ننازع الأمر أهله
.


فأخذ
بيده [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]البراء بن معرور وقال : نعم ، والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع
عنه أزرنا ، فبايعنا ، فنحن والله أبناء الحرب وأهل الحلقة – أي السلاح –
ورثناها كابراً عن كابر . فقاطعه أبو الهيثم بن التيهان قائلاً : يارسول
الله ! إن بيننا وبين الرجال حبالاً – أي عهوداً وروابط - وإنا قاطعوها ،
فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟ فتبسم
رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وقال : بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم
مني ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم . وفي هذه اللحظة الحاسمة تقدم
العباس بن عبادة بن نضلة وقال : هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟
تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس ، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت
أموالكم مصيبة ، وأشرافكم قتلاً أسلمتموه فمن الآن ، فإنه خزي في الدنيا
والآخرة وإن كنتم ترون أنكم وافون له على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه ،
فهو والله خير الدنيا والآخرة قالوا : فإنا نأخذه على مصيبة الأموال ،
وقتل الأشراف ، فما لنا بذلك يار سول الله ! قال : الجنة . قالوا : ابسط
يدك . فبسط يده ، فقاموا ليبايعوه ، فأخذ بيده أسعد بن زرارة ، وقال :
رويدأ يا أهل يثرب ! إنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول
الله ، وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وأن تعضكم
السيوف ، فإما أنتم تصبرون على ذلك فخذوه ، وأجركم على الله ، وإما أنتم
تخافون من أنفسكم خيفة فذروه ، فهو أعذر لكم عند الله . قالوا : يا أسعد !
أمط عنا يدك ، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها ، فقاموا إليه رجلاً
رجلاً وبايعوه ، وكان أسعد بن زرارة هو أول المبايعين على أرجح الأقوال .
وقيل بل أبو الهيثم بن التيهان . وقيل : بل البراء بن معرور . أما بيعة
المرأتين فكانت قولاً بدون مصافحة .

اثنا
عشر نقيباً : وبعد البيعة طلب منهم رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أن
يخرجوا اثني عشر نقيباً يكونون عليهم ، ويكفلون المسؤلية عنهم ، فأخرجوا
تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس ، أما من الخزرج فهم :


1 –
سعد بن عبادة بن دليم .

2 –
أسعد بن زرارة بن عدس .

3 -
سعد بن الربيع بن عمرو .

4 -
عبد اللله بن رواحة بن ثعلبة

. 5 –
رافع بن مالك بن عجلان .

6–
البراء بن معرور بن صخر .

7–
عبد الله بن عمرو بن حرام .

8 –
عبادة بن الصامت بن قيس .

9 –
المنذر بن عمرو بن خنيس .

وأما
من الأوس فهم :

10 –
أسيد بن حضير بن سماك .

11 –
سعد بن خيثمة بن الحارث .

12 –
رفاعة بن عبد المنذر

بن
زبير – وقيل : أبو الهيثم بن التيهان .


فلما تم
اختيارهم قال لهم رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:
أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ، ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم ، وأنا
كفيل على قومي ، قالوا : نعم . هذه هي بيعة العقبة الثانية ، وكانت حقاً
أعظم بيعة وأهمها في حياة الرسول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تغير
بها مجرى الأحداث وتحول خط التاريخ . ولما تمت البيعة وكاد الناس ينفضون
اكتشفها أحد الشياطين ، وصاح بأنفذ صوت سمع قط ، يا أهل الأخاشب – المنازل –
هل لكم في محمد ، والصباة معه ، قد اجتمعوا على حربكم ، فقال رسول الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أما
والله يا عدو الله لأتفرغن لك ، وأمرهم أن ينفضوا رحالهم فرجعوا وناموا
حتى أصبحوا . وصباحاً جاءت قريش إلى خيام أهل يثرب ليقدموا الإحتجاج إليهم ،
فقال المشركون : هذا خبر باطل ، ما كان من شيء ، وسكت المسلمون ، فصدقت
قريش المشركين ورجعوا خائبين . وأخيراً تأكد لدى قريش أن الخبر صحيح ،
فأسرع فرسانهم في طلب أهل يثرب ، فأدركوا سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو عند
أذاخر ، فأما المنذر فأعجز القوم هرباً ، وأما سعد فأخذوه وربطوه وضربوه
وجروا شعره حتى أدخلوه مكة ، فخلصه المطعم بن عدي والحارث بن حرب ، إذ كان
يجير لهما قوافلهما بالمدينة ، وأراد الأنصار أن يكروا إلى مكة إذ طلع
عليهم سعد قادماً ، فرحلوا إلى المدينة سالمين




]الهجرة
الأولى إلى الحبشة


لما جاءت رسالة الإسلام وقف المشركون في وجهها وحاربوها،
وكانت المواجهة في بداية أمرها محدودة، إلا أنها سرعان ما بدأت تشتد
وتتفاقم يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر، حتى ضيَّقت قريش الخناق على
المسلمين واضطهدتهم وأرهقتهم، فضاقت عليهم مكة بما رحبت، وصارت الحياة في
ظل هذه المواجهة جحيماً لا يطاق. فأخذ المسلمون يبحثون عن مكان آمن يلجئون
إليه، ويتخلصون به من عذاب المشركين واضطهادهم.

في ظل
تلك الظروف التي يعانى منها المسلمون، نزلت سورة الكهف، تلك السورة التي
أخبرت بقصة الفتية الذين فروا بدينهم من ظلم ملِكِهِم، وأووا إلى كهف
يحتمون به مما يراد بهم. كان فى هذه القصة تسلية للمؤمنين، وإرشاداً لهم
إلى الطريق الذي ينبغي عليهم أن يسلكوه للخروج مما هم فيه. لقد عرضت قصة
أصحاب الكهف نموذجاً للإيمان فى النفوس المخلصة، كيف تطمئن به، وتؤثره على
زينة الحياة الدنيا ومتاعها، وتلجأ إلى الكهف حين يعز عليها أن تقيم شعائر
دينها وعقيدتها، وكيف أن الله تعالى يرعى هذه النفوس المؤمنة ويقيها
الفتنة، ويشملها برحمته ورعايته {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا
يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ
رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً}
(الكهف:16).

لقد
وضَّحت هذه القصة للمؤمنين طريق الحق والباطل، وبيَّنت أنه لا سبيل إلى
للالتقاء بينهما بحال من الأحوال، وإنما هي المفاصلة والفرار بالدين
والعقيدة، وانطلاقاً من هذه الرؤية القرآنية أمر النبي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المسلمين
المستضعفين بالهجرة إلى الحبشة، وقد وصفت أم المؤمنين أم سلمة زوج النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هذا
الحدث فقالت: (لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]،
وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء، والفتنة فى دينهم، وأن رسول الله صلى
الله عليه و سلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله صلى الله عليه و
سلم في منعة من قومه وعمه، لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال
لهم رسول الله صلى الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن
بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم عنده أحد، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم
فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه، فخرجنا إليها أرسالاً - أي جماعات - حتى
اجتمعنا بها، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمِنَّا على ديننا ولم نخش منه
ظلماً) رواه البيهقى بسند حسن.

وهكذا
هاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة فى السنة الخامسة للبعثة، وكان هذا
الفوج مكوناً من اثني عشر رجلاً وأربع نسوة، كان في مقدمتهم عثمان بن عفان
رضي الله عنه، ومعه زوجته رقية بنت رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]،
وكان رحيلهم تسللاً تحت جنح الظلام حتى لا تشعر بهم قريش، فخرجوا إلى البحر
عن طريق جدة، فوجدوا سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة، ولما علمت
قريش بخبرهم خرجت فى إثرهم وما وصلت إلى الشاطئ إلا وكانوا قد غادروه فى
طريقهم إلى الحبشة، حيث وجدوا الأمن والأمان، ولقوا الحفاوة والإكرام من
ملكها النجاشى الذي كان لا يظلم عنده أحد، كما أخبر بذلك النبي صلى الله
عليه و سلم .

وهكذا
هيأ الله لعباده المؤمنين المستضعفين المأوى والحماية من أذى قريش وأمَّنهم
على دينهم وأنفسهم، وكان في هذه الهجرة خير للمسلمين، إذ استطاعوا - فضلاً
عن حفظ دينهم وأنفسهم - أن ينشروا دعوتهم، ويكسبوا أرضاً جديدة تكون
منطلقاً لتلك الدعوة، ومن كان مع الله كان الله معه نسأل الله تعالى أن
ينصر دينه وعباده المؤمنين في كل مكان والحمد لله رب العالمين.


الهجرة الثانية للحبشة

ذكرنا في مقال سابق أن هجرة المسلمين الأولى إلى الحبشة
كانت خيراً للمسلمين وفتحاً جديداً للإسلام، استطاع المسلمون فيها أن
يكسبوا أرضاً جديدة تكون منطلقاً لدعوتهم، واستطاعوا أن يقيموا شعائر دينهم
بأمان.

غير أن
هذه الهجرة لم تدم طويلاً، حيث رجع المسلمون من أرض هجرتهم إلى مكة بعد أن
بلغهم أن قريشاً هادنت الإسلام وتركت أهله أحراراً، إلا أنهم بعد وصولهم
إلى مكة وجدوا الأمر على خلاف ما ظنوه، فاضطروا إلى الهجرة مرة ثانية. فما
خبر هذه الهجرة ؟ هذا ما سوف نعرفه في الأسطر التالية.

إن
الإشاعة التي بلغت المؤمنين فى أرض الهجرة تركت أثرها في قلوبهم، فقرروا
العودة إلى وطنهم، وكان سبب هذه الإشاعة أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج
إلى الحرم وفيه جمع كبير من قريش، فقام فيهم وأخذ يتلو سورة النجم، ولم يكن
المشركون قد سمعوا القرآن سماع منصت من قبل، لأن أسلوبهم المتواصل كان هو
العمل بما تواصى به بعضهم بعضاً {لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ
وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} (فصلت:26).
فلما فاجأهم
النبي صلى الله عليه و سلم بتلاوة هذه السورة، وقرع آذنهم القرآن في روعة
بيانه، وجلالة معانيه، أعطوه سمعهم، فلما قرأ النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قوله تعالى {فاسجدوا لله واعبدوا} سجد، فلم يتمالك المشركون أنفسهم فسجدوا.
وفى الحقيقة كانت روعة الحق قد صدَّعت العناد والكِبْر الذي فى نفوسهم،
فخروا ساجدين، فبلغ هذا الخبر مهاجري الحبشة، ولكن فى صورة تختلف تماماً عن
صورته الحقيقية، حيث بلغهم أن قريشاً أسلمت، فرجعوا إلى مكة آملين أن
يعيشوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين قومهم وأهليهم آمنين، فلما
وصلوا قريباً من مكة عرفوا حقيقة الأمر، وأن ما وصلهم من الأخبار غير صحيح،
بل إن قريشاً أشد وأنكي على المسلمين من ذي قبل، فرجع من رجع منهم، ومن
دخل مكة دخلها مستخفياً، أو فى جوار رجل من المشركين، ثم زاد المشركون فى
تعذيب هؤلاء العائدين وسائر المسلمين، ولم ير رسول الله صلى الله عليه و
سلم بداً من أن يشير على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة مرة أخرى، فهي المنفذ
الوحيد والمخرج بعد الله تعالى – من بلاء قريش - لما يتميز به ملِكُها
النجاشى من عدل ورحمة وحسن ضيافة، وقد وجده المسلمون كما قال النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](لا
يظلم عنده أحد).

فقرر
المسلمون الهجرة مرة ثانية، ولكن الهجرة في هذه المرة كانت أشق وأصعب من
سابقتها، حيث تيقظت قريش لها، وقررت إحباطها، لكن المسلمين كانوا قد أحسنوا
التخطيط والتدبير لها ويسَّر الله لهم السفر، فانحازوا إلى نجاشي الحبشة
قبل أن تدركهم قريش، وفي هذه المرة هاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلاً،
وثماني عشرة امرأة. وكما كان فى الهجرة الأولى خير للإسلام والمسلمين ففي
هذه الهجرة كان الخير أكثر وأكثر، فازداد عددهم وانتشر خبرهم، وكانت أرض
الحبشة التي أمِنوا فيها على أنفسهم ودينهم منطلقاً للدعوة الإسلامية
وملاذاً لكل مضطهد وطريد من المسلمين، والله يؤيد دينه وعباده المؤمنين بما
شاء من جنوده التي لا يعلمها إلا هو، فله الحمد فى الأولى والآخرة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]على
سيدنا محمد و آله.
[/size]







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لو عرفوه لأحبوه 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: «۩۞۩- المنتديات الإسلامية على مذهب السنة والجماعة -۩۞۩» :: نور القلوب :: السيرة النبوية العطرة والحديث النبوي الشريف-
انتقل الى: