من ديوان الشافعي ...( الإمام والأديب)
كتب أبياته لتكون الواقع ، تختصر كل ما قيل عن فضائل الأخلاق
وحال الخلائق ، وعشق الخالق ، ومعاتبه الصديق ، وتهذيب النفس
وحفظ السر .
تقرأه فتعيه فيؤثر فيك ليجعلك أكثر حنكه واتزاناً
أكثر حلماً وتأملاً في أحوال الحياة حلوها ومرها
صفوها وكدرها .
انه باختصار منهاج حياه متكامل ! وربما كان الكثير منا يحفظ
أبياته ويرددها دون ان يعلم ان الشافعي هو من أبدعها ..!
فكلما قابلت سفيهاً أعرضت عنه وتذكرت قول الشافعي
يخاطبني السفيه بكل قبح ......... فاكره أن أكون له مُجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلماً ......... كعود زاده الإحراق طيبا
وإذا عوتبت لصمتي قلت :
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم ......... ان الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل او أحمق شرف ......... وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح
أما ترى الأُسد تُخشى وهي صامتة؟ ......... والكلب يخشى لعمري وهو نباح
وإذا هممت ببوح سري أحجمت وأنشدت :
إذا المرء أفشى سره بلسانه ......... ولام عليه غيرة فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ......... فصدر الذي يستودع السر أضيق
أما من أراد اتقاء شر الناس فأذكره :
إذا رمُت أن تحيى سليماً من الردى ......... ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطق منك اللسان بسوءة ......... فلكك سوءات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معايباً ......... فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ......... ودافع ولكن بالتي هي أحسن
وأرثى لطبيب مريض وأنشد قول الشافعي :
أن الطبيب بطبه ودوائه ......... لا يستطيع دفع مقدور القضا
ما للطبيب يموت بالداء الذي ......... قد كان يبرئ مثله فيما مضى
هلك المداوي والمداوى والذي ......... جلب الدواء وباعه ومن اشترى
أما من عاب الزمن فيقول له :
نعيب زماننا والعيب فينا ......... وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ......... ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ......... ويأكل بعضنا بعضاً عيانا[/size]