بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أن مالكا أخبره . . . وما قد حدثنا إسماعيل المزني ، حدثنا محمد بن إدريس الشافعي ، قال : أخبرنا مالك ، عن مخرمة بن سليمان ، عن كريب ، أن ابن عباس أخبره : أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي خالته ، قال : فاضطجعت في عرض الوسادة ، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأهله في طولها ، فنام حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل ، أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يمسح النوم عن وجهه ، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ، ثم قام إلى شن معلقة ، فتوضأ منها ، فأحسن وضوءه ، ثم قام يصلي . قال ابن عباس : فقمت ، فصنعت مثل ما صنع ، ثم ذهبت ، فقمت إلى جنبه ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي ، وأخذ بأذني يفتلها ، فصلى ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم أوتر ، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن ، فصلى ركعتين خفيفتين ، ثم خرج ، فصلى الصبح .
فلم نقف بهذا الحديث على أول العشر الآيات التي قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاحتجنا إلى الوقوف على حقيقتها إذ كان القراء من أهل المدينة ، ومن أهل الكوفة يذهبون إلى أن أولها هو قوله : الذين يذكرون الله قياما وقعودا ، وإذ كان القراء من أهل الشام يعدونها إن في خلق السماوات والأرض فالتمسنا حقيقة ذلك فوجدنا بكار بن قتيبة قد حدثنا ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله الأسدي ، ووجدنا علي بن معبد قد حدثنا ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ، ووجدنا فهدا قد حدثنا ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قالوا : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن المنهال بن عمرو ، عن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، قال : أمرني العباس أن أبيت بآل رسول الله الليلة ، وتقدم إلي أن لا تنام حتى تحفظ لي صلاة رسول الله عليه السلام قال : فصليت مع رسول الله عليه السلام العشاء ، فلما قضى صلاته ، وانصرف الناس ، فلم يبق في المسجد أحد غيري ، قال النبي : « من هذا ؟ » فقال : « أعبد الله ؟ » قلت : نعم ، قال : « فمه ؟ » قلت : أمرني العباس أن أبيت بكم الليلة ، قال : « فالحق إذا » قال : فدخلت مع النبي عليه السلام ، فقال : « افرش عبد الله » فأتيت بوسادة من مسوح حشوها ليف ، فنام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه ، ثم استوى على فراشه قاعدا ، ثم رفع رأسه إلى السماء ، وقال : « سبحان الملك القدوس » ثلاث مرات ، وقرأ هذه الآية من آخر سورة آل عمران إن في خلق حتى ختم السورة ووجدنا أحمد بن داود البصري قد حدثنا ، قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا أبو عوانة ، عن حصين ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن محمد بن علي ، أخبرني أبي ، عن ابن عباس ، قال : بت عند النبي عليه السلام ، فقام ، فأخذ سواكه ، ثم توضأ ، ثم رفع رأسه إلى السماء وهو يقول : « إن في خلق السموات والأرض » . . . الآية ، ثم صلى ركعتين ، فأطال فيهما القيام والركوع والسجود ، ثم نام حتى نفخ ، ثم قام ، فأخذ السواك ، فاستاك ، ثم رفع رأسه إلى السماء ، فقال : « إن في خلق السموات والأرض . . إلى آخر الآية » ففعل ذلك ثلاث مرات ، ثم قام ، فأوتر بثلاث ركعات « . ووجدنا صالح بن عبد الرحمن الأنصاري قد حدثنا قال : حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا هشيم ، أخبرنا حصين ، ثم ذكر بإسناده مثله . فوقفنا بهذا الحديث على أن أول العشر الآيات من آخر سورة آل عمران ، هو كما في عدد الشاميين ، وموافقة ابن عباس إياهم على ذلك . ثم وجدنا في حديث كريب من رواية ابن إسحاق موافقة ما في حديث علي بن عبد الله .
دمتم برعاية الله
مشكل الآثار للطحاوي