•{ الجوهرة ..~ •{ الإدارة ..~
تاريخ التسجيل : 04/12/2007 رقم العضويه : 2 عدد المساهمات : 655 النقاط المتحصل عليها : 61144 علم الدولة : : الإقامة : : الـمغرب الأبراج : العذراء المزاج : مبسوطة مزاج : :
| موضوع: من يسجد مثل سجوده....صلى الله عليه وسلم الإثنين 22 مارس 2010, 22:10 | |
| من يسجد مثل سجوده ... صلى الله عليه وسلم أعتقد أن أجمل صورة تلتقطها للإنسان ... عندما يكون ساجدا لله ... وأجمل ما يكون السجود ... عندما يكون صادراً من سيدنا رسول الله... صلى الله عليه وسلم وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ... فكيف سيكون مقام القرب ... إذا كان الساجد هو سيدي رسول الله ... صلى الله عليه وسلم ؟ أتدري ما السجود ...؟ السجود أن تضع سبعة أعضاء من بدنك على الأرض ... إجلالاً لله ... وتعظيماً له سبحانه... وجهك ... يديك ... ركبتيك ... قدميك ... كلها تلصقها بالأرض ... خضوعاً ... وخشوعاً ... لله العظيم... فما الذي كان يقوله سيدنا رسول الله ... صلى الله عليه وسلم في سجداته ... اسمعوا تلك المناجاة الجميلة ... بينه وبين ربه وهو ساجد سجود التلاوة ... كان يقول صلى الله عليه وسلم في سجود التلاوة : "سجد وجهي للذي خلقه وشق سمْعَه وبَصَرَه بحَوْلِهِ وقُوَّتِهِ " تأمل معي ... "سجد وجهي للذي خلقه..." أجمل وجه على الكرة الأرضية ... يسجد ... ويخضع ... لمن ؟ ... " للذي خلقه " ... للذي أبدعه ... " وشق سمعه" أي وضع فيه جهاز السمع المُعجِز بعجائبه التي يدرك أسرارها الأطباء ... "وبصره" ووضع فيه هاتين العينين بجهازهما العجيب ... كيف أبدع ذلك ...؟ وكيف خلق ذلك ...؟ وكيف شق السمع والبصر ...؟ الجواب ... " بحوله وقوته " أي بالطاقة الربانية ... والقدرة الإلهية ... فيا لعظمة الله وجلاله وجماله ...!! ما هذه الطاقة ... وما تلك القدرة التي تبدع في كل لحظة ملايين الأسماع ... وملايين الأبصار ... بلا توقف ... ؟!! والعجيب أن كل سمع يختلف عن غيره ... قوةً... وضعفاً ... وكل بصر يختلف عن غيره ... قوةً ... وضعفاً ... وجمالاً ... وإبداعاً ... أتعجبُ من تلك العقول الجاحدة كيف أنها لا تدرك ذلك الإبداع الإلهي المتنوع ... والمتعدد ... الذي يُخرج إلى الوجود في كل لحظة ... ملايين الأسماع ... وملايين الأبصار ... بلا توقف ... ؟!! " بحوله وقوته " ... قدرة إلهية عجيبة هذا شأنها ... ألا تستحق السجود ... ؟!! ومن يستطيع في سجوده أن يعبر عن عظمتها...؟ إنه هو سيدي رسول الله... صلى الله عليه وسلم هو وحده ... الذي يستطيع أن يعبر عن عظمة الله ... تعبيراً عجيباً ... يحوي بحاراً من المعارف ... وأمواجاً من الأسرار... وهو ساجد...!!! . أتظنون أن سجوده يقف عند هذا الحد ... بل هو أرقى ... وأرقى ... وأرقى ... هاهو سيدي رسول الله ... صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده ... " اللهم اغفر لي ، ما قدمت ، وما أخرت وما أسررت ، وما أعلنت " فليقف العالم إجلالا لهذا النبي العظيم ... صلى الله عليه وسلم اسمعوا جيدا ... ماذا يقول مع أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر... حقا ... إن سجوده ليس كسجودنا ... حقاً ... إنه في سجوده يكون في مقام القرب ... وفي مقام المراقبة لله تعالى ... "اللهم اغفر لي" عجب أمرك كله يا سيد العابدين ... ماذا تطلب من ربك أن يغفر لك ... "ما قدمت ... ؟ وما أخرت ... ؟ وما أسررت ... ؟ وما أعلنت ... ؟ " وماذا قدمت يا سيد الخلق وحبيب الحق ... ؟! وماذا أخرت ...؟ وماذا أسررت ...؟ وماذا أعلنت...؟ فالذي نشهد به ... أمام الله تعالى ... بكل ذراتنا ... أنك يا حبيبي ما قدمت .... وما أخرت .... وما أسررت ... وما أعلنت ... إلا ... ما يرضي الله تعالى ... فما هي إذا تلك الذنوب التي تستغفر منها ... ؟ في الحقيقة أيها الناس ...إن رسول الله ... صلى الله عليه وسلم في مناجاته هذه وهو ساجد ...لا يستغفر من ذنوب ارتكباه ... ولا من آثام اجترحها ... كما يظن بعضنا ... وإنما بهذه الكلمات النورانية ... يعبر عن المقام الذي هو فيه والذي ينظر منه إلى جلال الله ... وفضله عليه ... تسألون كيف ...؟ سأقول لكم ... إن رسول الله ... صلى الله عليه وسلم يعلم يقينا أنه مهما فعل ... فهو لن يؤدي الشكر لله تعالى كما ينبغي لجلال وجه الله وكماله ... وجماله ... وعظيم سلطانه ... إن الحبيب الأعظم ... صلى الله عليه وسلم يدرك تماما أن الذي أبدعه هو الله ... والذي آتاه ما آتاه هو الله ... والذي هداه هو الله ... حتى العبادات ... بل وحتى الإحساسات التي تختلج قلبه ويتوجه بها إلى الله ... هي مما رزقه الله ... عندها يشعر ... صلى الله عليه وسلم أن لله عليه حقاً ... فوق ما يستطيع ... فيخر ساجداً... صلى الله عليه وسلم طالباً المغفرة ... عن عجزه عن أداء حق الله ... رغم كل ما يفعل ...!! فتراه يهتف ... ووجهه على التراب ... " اللهم اغفر لي ، ما قدمت ، وما أخرت وما أسررت ، وما أعلنت ... " ألا يكشف لنا هذا عن امتياز تلك الشخصية ... امتيازا يرفعها فوق كل شخصية ... كانت أو تكون...؟ أليست هذه هي العظمة الإنسانية في أعلى صورها ...؟ أليست هذه هي العبودية في أسمى تجلياتها ...؟ وهل بقي بعد هذا شيء ...؟ نعم ... لقد بقي أشياء ... وأشياء ... فسجوده ... صلى الله عليه وسلم يفيض بالأسرار ... والأنوار ... تقول سيدتنا عائشة ... سمعت رسول الله ... صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده : " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ... وبمعافاتك من عقوبتك ... وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " تأملي ... يا دنيا ... تأملوا ... ستجدوا رسول الله ... صلى الله عليه وسلم في أعلى مقامات التوحيد ... وهو يقول : "أعوذ" ... أي ألتجئ ... إلى رضاك ... خوفاً من سخطك ... وألتجئ إلى عفوك ... خوفاً من عقوبتك ... ثم ماذا...؟ ثم يعلو رسول الله ... صلى الله عليه وسلم ويعلو... ويعلو... ويهتف ..." وبك منك " ... ما هذا ...؟ ... إنها ... ذروة ... قمم التوحيد ... إن أبا القاسم محمد ... صلى الله عليه وسلم يعلم من الله ما لا يعلمه الناس أجمعين ... يعلم أنه إلى الله المنتهى في كل شيئ...ويعلم أنه لا ملجأ من الله إلا إليه ... فيناجيه ... في سجوده ... بقوله " وبك منك " ...!!! ثم يعلن رسول الله ... صلى الله عليه وسلم أن الإحاطة بذات الله وصفاته ...مستحيلة ... فيهتف ... معترفاً ... بعبوديته ... وافتقاره ... " لا أحصي ثناءً عليك " ... كيف سيثني على ربه إذاً ...؟! ستجده ببراعة ساحرة يختصر كل الكلمات وكل المسافات ويقول : " أنت كما أثنيت على نفسك ..." أنت وحدك يا رب الذي تعلم ذاتك ... وصفاتك... فأثني عليك بما أثنيت أنت على نفسك ... رغم أن حبيبي رسول الله ... صلى الله عليه وسلم في أعلى مقامات العلم بالله ... وشهد الله تعالى له في كتابه أنه ... صلى الله عليه وسلم (( رأى مـن آيـات ربـه الكـبرى...)) سـورة النجم. بالرغم من كل ذلك ... وبالرغم من مقامه الأسمى ... يسجل في سجوده ... أنه لا يحصي ثناء على الله سبحانه وتعالى...!!! فكيف بمن دونه من البشر ... ممن يتقلبون في ظلماتهم ... ودركاتهم ... ثم يزعمون أنهم أدركوا الحقيقة ... أو أدركوا الحق ...!!!! هذا إشعاع من أنوار سجوده ... فكيف هي أنوار قلبه إذا...؟؟ | |
|