بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
الإخبار عن استقامة القرون الثلاثة:
عن عمران بن حصين - رَضيَ اللهُ عَنْهُما -قال: قال النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم). قال عمران: لا أدري أذكر النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-بعد قرنين أو ثلاثة. قال النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (إن بعدكم قوماً يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن). البخاري - الفتح (5/306) رقم (2651) كتاب الشهادات - باب لا يشهد على شهادة جور إذا اشهد.
إخباره- صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-بفتح بعض الأمصار وخروج بعض أصحابها إليها:
عن سفيان بن أبي زهير -رَضيَ اللهُ عَنْهُ- أنه قال: سمعت رسُول اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ- يقول: ( تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون، فيتحلمون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وتفتح العراق فيأتي قوم (يبسون ) فيتحلمون بأهلهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ). البخاري - الفتح (4/107) رقم (1875) كتاب فضائل المدينة - باب من رغب عن المدينة.
إخباره-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -بقتل عمر بن الخطاب-رَضيَ اللهُ عَنْهُ-:
عن حذيفة قال:قال عمر-رَضيَ اللهُ عَنْهُ -:من يحفظ حديثاً عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - في الفتنة؟ قال حذيفة: أنا سمعته يقول: ( فتنة الرجل في أهله وماله وجاره، تكفرها الصلاة، والصيام، والصدقة ). قال: ليس أسأل عن هذه، إنما أسأل عن التي تموج كما يموج البحر. قال: وإن دون ذلك باباً مغلقاً، قال: فيفتح أو يكسر، قال: يكسر قال: ذاك أجدر ألا يغلق إلى يوم القيامة. فقلنا لمسروق: سله أكان عمر يعلم من الباب؟ فسأله، فقال: نعم. كما يعلم أن دون غد الليلة. البخاري - الفتح (4/132) رقم (1895) كتاب الصوم - باب الصوم كفارة.
إخباره-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -بقتل عثمان -رَضيَ اللهُ عَنْهُ-مظلوماً:
عن النعمان بن بشير عن عائشة- رَضيَ اللهُ عَنْهُا - قالت: أرسل رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - إلى عثمان بن عفان فأقبل عليه رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فلما رأينا رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - أقبلت إحدانا على الأخرى، فكان من آخر كلام كلمه أن ضرب منكبه، وقال: ( يا عثمان إن الله - عَزَّ وجَلَّ - عسى أن يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حَتَّى تلقاني، يا عثمان إن الله - عَزَّ وجَلَّ - عسى أن يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حَتَّى تلقاني، يا عثمان إن الله عسى أن يلبسك قميصاً إن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخعله حَتَّى تلقاني ثلاثاً). فقلت لها: يا أم المؤمنين فأين كان هذا عنك؟ قالت: نسيته والله فما ذكرته. قال: فأخبرته معاوية بن أبي سفيان فلم (يرض) بالذي أخبرته حَتَّى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إلي به، فكتبت إليه به كتاباً). مُسند أحمدَ رقم (23427) - كتاب باقي مسند الأنصار - باب حديث عائشة رَضيَ اللهُ عَنْهُا، وقال الشيخ مقبل: وهذا حديث صحيح على شرط مسلم، انظر الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين.
إخباره-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -أن أم المؤمنين عائشة-رَضيَ اللهُ عَنْهُا-ستشهد يوم الجمل:
عن قيس بن أبي حازم أن عائشة - رَضيَ اللهُ عَنْهُ - قالت: لما أتيت على الحوأب سمعت نباح الكلاب، فقالت: ما أظني إلا راجعة، إن رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -قال لنا: أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب.
فقال لها الزبير: ترجعين عسى الله - عَزَّ وجَلَّ - أن يصلح بك بين الناس . مُسند أحمدَ رقم (23513)- كتاب باقي مسند الأنصار - باب حديث عائشة، قال الشيخ/هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
ومنها:إخباره أن فاطمة - رَضيَ اللهُ عَنْهُا - أول أهل بيته لحاقاً:
عن عائشة - رَضيَ اللهُ عَنْهُا - قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فقال النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: ( مرحباً يا ابنتي)، ثم أجسلها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثاً فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشي سر رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى قبض النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فسألتها، فقالت: أسر إلي ( أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي) فبكيت، فقال: ( أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجَنَّة أو نساء المؤمنين؟) فضحكت لذلك . البخاري - الفتح (6/726) رقم (3623)- كتاب المناقب- باب علامات النُّبوُّة في الإسلام، ورواه مسلم.